مسلمي مصر و السلفية و الإخوان
لا أظن أن بعض غير العلمانيين من المسلمين ممن يخافوننا نحن الإسلاميين لا يحبون الشريعة , ولكنهم يخافون لأن بعضنا بسبب بعده عن سماحة خلق النبي و بتشنجه , جعلهم يخافون سوء فهم و تطبيق الشريعة ( قال النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم بغضب لبعض أصحابه : يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ(.
فالمسلم لا يظن بأن الله يشرع شراً , أو أن البشر يشرعون مثل ما يشرعه تعالى .
فحق علينا أن نعرف الناس أن شرع الله عز و جل هو النجاة , و لانصدهم عنه .
غير أن هذا لا يسوغ طبعاً أن يرفض أحد الحق لأن حامله أساء , فشرع الله سعادة الناس جميعاً و العدل و الرحمة و الحرية التي تنتهي عند حدود حرية الآخرين و عند حرية المجتمع , و هذا هو الفرق الأساسي الذي يميز الحرية الإسلامية عن الحرية اليبرالية التي لا تنتهي عادة عن حدود حرية الآخرين.
لذلك يجب على هؤلاء ممم يخافون الإسلاميين أيضاً ألا ينظروا فقط إلى المتشنجين و غير المتخلقين بخلق النبي , فغيرهم ممن يمثلون و سطية الإسلام خاصة من الكبراء و العلماء أكثر , و منهم الشيخ محمد حسان و الشيخ صفوت حجازي و الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل و الشيخ محمد بن إسماعيل الشيخ راغب السرجاني .
بل إن هناك آلاف الشباب سمح الوجوه , عميق الفهم , ممن تزين وجوههم أمارات الصلاح , و تزين عقولهم أنوار فهم سماحة الرسالة الخاتمة , الذين لا يسيئون بالعبوس و التجهم إلى لحاهم العظيمة التي تشبه لحية النبي الذي كان أجمل الناس تبسماً , و الذين لا يسيئون بالكبر و التشنج و سوء الفهم إلى العلم الذي يطلبونه في حلق العلم والمساجد و الذي هو ميراث النبوة , و اللذين لا يسيئون بعلو الصوت و ضيق الأفق و عدم سماع المخالف أثناء الحوار إلى ما تعلموه من حسن الجدال في الإسلام (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )-النحل 125 .
و مثل هؤلاء و الله كثير يعيشون بيننا و نعرفهم و نحبهم , و لكن الآلة الإعلامية تسلط الأضواء دائماً على الشاذ و المسئ , لأنه الأكثر لفتاً للأنظار , أو لأنه أريد له أن يوضع تحت المجهر لصد الناس عن الإسلاميين .
و أختم قائلاً , إن الإسلاميين ليسوا هم فقط المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية , إن كل مسلم هو من الإسلاميين , لأن الإسلامي هو من يحمل هم الدين , و حقيق بكل مسلم أن يحمل هم الدين الذي لا تصلح الدنيا ولا الآخرة إلا به .
و من هذا المنطلق فكلنا الإسلاميين .
و كل الأمة إخوان في الله سماهم الله المسلمين , و من فهذا المنطلق فكل الأمة هم الإخوان المسلمين , و ليس الإخوان فقط هم الإخوان المسلمون . . فالأمة حقيق بها أن تحب الإخوان و حقيق بيهم أن يحبوها و ألا يتشرذموا و ألا يتعصبوا لمسمى من دون أمة الإسلام لأنها أمتهم أمة واحدة , و أنا لا أتهمهم بل أحسبهم على خير ولا أزكيهم على الله إلا من أساء فهم المنهج.
و كل الأمة تفهم الدين و العقيدة بفهم الصحابة و التابعين و تابعي التابعين , لأن النبي صلى الله عليه و سلم شهد لهم بالخيرية وهؤلاء هم سلف الأمة قال صلى الله عليه و سلم ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) [ صحيح ].
و من هذا المنطلق فكل المسلمين هم سلفيون , و ليس فقط أتباع الدعوة السلفية هم فقط السلفيون . , و حقيق بالأمة أن تحب السلفيين و حقيق بهم أن يحبوها و لايتشرذموا أو يتعصبوا لمسمى من دون مسمى أمة الإسلام , لأنها أمتهم أمة واحدة , و أنا لا أتهمهم بل أحسبهم على خير ولا أزكيهم على الله إلا من أساء فهم المنهج.
و أخيراً . . لا أظن بأي فصيل من فصائل العمل الدعوي التي لا تستخدم المسيات إلا لوصف منهج الحركة و العمل إلا أنها تحب هذه الآيات و تقف عندها :
قال تعالى :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ... ) آل عمران 103 .
و حذر تعالى من التفرق والتشرذم فقال أيضاً : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (105 ل عمران(
و أنها تحب قول الحبيب - صلى الله عليه و سلم - الذي ألانه الله للآمة ولم يجعله فظاً غليظ القلب :
إذ قال بأبي هو أمي و نفسي صلى الله عليه و سلم ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) [ صحيح]