الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

حبيبتي أعرف سر بكائك

غزة . . 
حبيبتي الأسيرة . . 
أرى دموعك . . 
و القصف لا يبكيك لا يثنيك .
لأنك  ألفتي .
حقيقة عرفتي .
بأن ألف قصف . . 
لا يقتل الرجولة . .
دموعك المنسابة الدماء . .
لا لأنك لجريحة . . 

بل لأنني . . . ." الأسير " . .
لا أملك المسير . .


الجزء الثالث و الأخير / راذارفورد . . و المبادئ فوق الدستورية - 3



 من الفاعل إذن ؟
إن هناك " نواة صلبة خفية كثيفة " , نواة من العيار الثقيل تستطيع الضغط على المجلس العسكري  و بقوة و في الخفاء . . مع إطلاق كلابها تنبح عند اقدام المجلس العسكري , لكي توفر له المبرر الشعبي للتراجع .
إن الصورة كما أراها هي أن القوى الغربية , و تحديداً امريكا و الاتحاد الأوروبي التي لا ترى إلا مصالحها و مصالح طفلها السمج  المدلل إسرائيل , أطلقت ذئابها " المتنخبوين " تعوي في أرض مصر , و أمدتها بالأموال و التدريب و التخطيط و الإعلام لفرض مشروع التبعية على مصر , هذا المشروع المهدد بالسقوط مع أول انتخابات تؤدي لوصول مصريين حقيقيين , لم يتعودوا على أن يكون الغربيون اسيادهم , ولا يبيعون أوطانهم من أجل تبعية إيديولوجية , أو لمنافع مادية , و لا يتصورون لمصر إلا أنها قوة دولية يحترمها الآخر , قوة توافقية و ليست قوة تابعة .
و إن شئت فانظر ما يتردد الآن في تصريحات الاقتصاديين في وزارة تسيير الأعمال عن قروض دولية , و أن هذه القروض حتمية على زعمهم , إنه التكريس للتبعية و الفرض لها قسراً على أي حكومة قادمة منتخبة .
و رغم محاولات الذئاب تلك . . ظل المجلس العسكري صامداً , لأنه يعلم أن الذئاب ذهبت أو جاءت لا تتقف أمام إرادة شعب روض الثيران في ثورته خصوصاً و أن هذه الفئة " المتنخوبة " لا رصيد لها في الشارع إلا الاستهجان و الاحتقار من اغلب فئات الشعب .
الخطة البديلة :
لكن لما وجدت القوى الغربية أن ذئابها غير قادرة على الحشد و أن القاعدة الشعبية لهذه الذئاب " المتنخوبة "لا ترقى لقاعدة فريق كرة قدم فاشل في دوري المظاليم المصري .

اضطرت للتدخل  المباشر , و الضغط على المجلس العسكري مباشرة , كحكومات , ليتحول الأمر من ضغط جرذان . . إلى ضغط بلدان . . ساسة و مؤسسات دولية و حكومات ووزراء و دول بأكملها
و هنا بدا الضغط الشديد الوطأة على المجلس العسكري .. فهل يثبت المجلس العسكري أنه مجلس من " خير أجناد الأرض " ؟

تم بحمد  رب العالمين و منته 

الجزء الثاني / راذارفورد . . و المبادئ فوق الدستورية - 2


عودة لراذرفورد :
دعونا نسقط تفسير راذرفورد على الوضع , عسانا نجد طريقاً للتفكير بشكل منطقي وسط طوفان التساؤلات اللاهثة المتداعية .
فلابد و أن إرادة الشعب و المجلس العسكري اصطدمت بنواة " خفية " " كثيفة " " شديدة الصلابة " أدت لهذه الردة .
ولكن يبقى السؤال الأكثر لهاثاُ . . إرادة من ؟
الإجابة الأقرب لمن يريد إراحة ذهنه سوف تكون " يا صديقي الأمر لا يحتاج لكل هذه الحيرة و تضخيم الأمور , لقد أجبت أنت اثناء كلماتك على سؤالك , إنها إرادة النخبة بما تملكه من مال و إعلام لاهث و راء المال يدافع عن إيديولوجية مدججة بالبنكنوت "
أقول إن الأمر ليس بهذه السطحية , لا تظلموا النخبة , فالنخبة الحقيقية أقصيت و استبدلت بنخبة وهمية مصنوعة أو " متنخوبة ", و هذه النخبة "  المتنخوبة " ما هم إلا قطع شطرنج بائسة , لا تملك أن تقف في الرقعة إلا على المربع الذي توضع فيه بواسطة قوة أكبر .
هؤلاء "المتنخبوين" هم أتباع إيديولوجياً و مادياً لسيد غائب ظاهرياً عن المشهد , يتخذ منهم ستاراً بحيث يحاول أن يجعلهم و كأنهم هم سبب هذا التحول في المشهد  , ليخفي الحقيقة الأهم , و هو أنه اللاعب الحقيقي.
إن الذي يجبر المجلس العسكري بكل هيبته  و وقاره و وطنيته أن يتخلى عن وعوده , ليس صراخ شباب مأفون يحركه "المتنخبوون" فيهدد بغلق قناة السويس أو يغلق مجمع التحرير لثلاثة أو أربع ايام .
كلا .
إن المجلس العسكري بكل إمكاناته الاستخباراتية لا يستطيع طفل صغير أن يقتنع بأنه قد انخدع  بإقصاء الإعلام الموجه للنخب الحقيقة ( مثل المستشار طارق البشري فقيه القانون المفكر الإسلامي و حتى الليبراليين المعتدلين مثل أستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي و دكتور مصطفى النجار و غيرهم كثير..) لتحدث عملية " نخوبة " مخادعة لتضخيم مجموعة متطرفة من "المتنخبوين " اللذين ليسوا بنخبة من أمثال المهندس ( السوبر مهندس الذي اصبح فجأة عالم سياسية و دين و اقتصاد و اجتماع و تاريخ و رقص شعبي , و سب الشعب المصري كله على شاشات الفضائيات و الذي يدفع أموال لا يعرف مصدرها لتحريك البلاد في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعب ) ومن أمثال (الطبيب اللذي اكتشف فجأة أنه يجيد  التحدث عن الشريعة الإسلامية فقال" إيه دخل ربنا في السياسة" )
شهادة خبير إعلامي :
اقتبس هنا تصريحات الخبير الإعلامي اللامع طارق نور لجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 21 يوليو 2011عن كم الفضائيات و الجرائد التي أطلقت بعد 25 يناير :
يقول " أن الصحافة والإعلام يعدان الآن أكبر جيش في أي بلد، لأنه يؤثر على الرأي العام "، وقال: "لا يوجد هناك رأي عام، الرأي العام هو الرأي المنشور، الرأي العام الموجود هو يعبر عن رأي النخبة المحدودة وخاصة الصحافية"
"وسائل الإعلام الخاصة الجديدة خاصة القنوات الفضائية تعد وسيلة دفاع شرعية لأصحاب النفوذ من رجال الأعمال والسياسيين وجماعات المصالح"
أوضح نور أن عمل القنوات الفضائية هذه ليس لها علاقة بالتجارة أو الاقتصاد أو حسابات الربح والخسارة، بل هي أجندة مختلفة تتعلق بالسياسة والمصالح، وهذه الأجندة تأخذ وجهين: الأول أن يدافع رجل الأعمال عن نفسه، والثاني لكي يغير شيئا ما في المجتمع لصالحه أيضا.
أقول . . أبداً لا ينخدع المجلس العسكري بهؤلاء فيتوهم أنهم الشعب . . ومن ثم يمضي إرادتهم . . هذه دعابة سمجة .
لذا أقول إنها ليست النخبة , و ليس الشباب المافون اللذين أغلقوا مجمع التحرير أو هددوا بغلق القناة .

(تابع المقال الثالث غداً إن شاء الله)

الاثنين، 15 أغسطس 2011

راذارفورد . . و المبادئ فوق الدستورية - 1




" لقد كانت تماماً أكبر مفاجأة صادمة حدثت في حياتي ,  كانت غالباً لا تقل في لا معقوليتها عن المفاجأة التي تصدمك عندما تقذف دانة مدفع على منديل ورقي . . . . . فترتد إليك دانة المدفع "
بهذه الكلمات وصف العالم الشاب إرنست ماريسدن ارتداد بعض الإشعاعات ذرية التي تم تسلطيها على ذرة الذهب , و التي كان يعتقد بأنها حتماً سوف تمر دون أن يعوقها شئ في الذرة لأن طاقتها هائلة و تركيب الذرة لم يكن معروفاً بعد .

و حينما فسر أستاذه في الجامعة  عالم الفيزياء إرنست راذرفورد هذه الظاهرة التي كانت آنئذ فريدة , و جد نفسه مضطراً لا فتراض أنه لا بد و أن هناك ( جسم كثيف خفي يوجد في مركز الذرة اصطدمت به هذه الإشعاعات ذات الطاقة الجارفة) و هذا الجسم هو ما نسميه اليوم " النواة " . . لقد كان هذا التفسير الحتمي . . دليلاً على أمر غير مرئي . . لكنه أصبح اليوم مسلم به بديهي .
يحدث الآن في مصر
إن حدثاً أشد صدمة و أكثر لا معقولية يحدث الآن . . لكن ليس في الذرة . . بل في مصر ما بعد  الثورة.
إنه حدث انفجاري هائل . . غير أنه لا يكاد يسمع دويه . . بسبب أصوات الزار . . و ضجيج المهنئين الزوار . . بحفل سفاح بين " ابواق " و " و عملات و أوراق " أغرقت الوطن في عاصفة من الصخب .
هذا الحدث هو " وثيقة المواد الحاكمة " التي أعلن عنها مجلس وزراء " حكومة تسييرالأعمال " بعد أن تم ترقية هذا المجلس على خطوتين شطرنجيتين يبدو أنهما قد دبر لهما بليل .
خطوات شطرنجية. . كش مصر
بدأت الخطوة الأولى يوم أن تحولت من " حكومة تسيير أعمال " إلى " حكومة انتقالية " في توصيف كارثي إذا وصفت به وزارة ما بين الثورة و حكم الشعب عبر الصناديق , لما يترتب عليه من صلاحيات لقرارات غير نابعة من حكومة منتخبة  تجبر جميع الحكومات المنتخبة القادمة على دفع فاتورتها , شاء من شاء و أبى من أبى .
و الثانية , يوم أن قامت الالفيات المتسربلة بالإعلام المدفوع بقوة البنكنوت و الإيديولوجيا , بالضغط و العواء و النحيب لإعطاء مزيد من الصلاحيات لهذه الحكومة في اتخاذ القرار.
وجاء الحدث الجلل
 و هو الإعلان عن " رفع الحذاء في وجه الشعب المصري " بواسطة هذه الوزارة , بتبنيها بعد أيام من تشكيلها لـ "  وثيقة المبادئ فوق الدستورية " التي وضعها " النخبة " المفروضة إعلامياً على الشعب بعد استبعاد النخب الحقيقية من الصورة . .
و كان الحدث الأكثر صدمة أن يتبنى المجلس العسكري هذه الوثيقة .
كارثة , المجلس العسكري بهيبته و قوته , و الشعب عن بكرة ابيه يتم إجبارهما على الاختيار المرفوض من جموع الشعب , و الذي لا يدعو إليه إلا " المتنخبوين " الذين يسمونهم الـ" نخبة "
إذن فنحن أمام ظاهرة مدهشة
" ارتداد إرادة عشرات الملايين و إرادة المجلس العسكري عند اصطدامها بإرادة مئات من المتنخبوين لا رصيد لهم شعبياً ولا حتى فكرياً "
لا أملك إلا أن أقول مثل ما قال إرنست ماريسدن " " لقد كانت تماماً أكبر مفاجأة صادمة حدثت في حياتي ,  كانت غالباً لا تقل في لا معقوليتها عن المفاجأة التي تصدمك عندما تقذف دانة مدفع على منديل ورقي . . . . . فترتد إليك دانة المدفع "
و الآن نحن في حاجة لتفسير . . تفسير منطقي .

( تابع الحلقة الثانية غداً إن شاء الله )