" لقد كانت تماماً أكبر مفاجأة صادمة حدثت في حياتي , كانت غالباً لا تقل في لا معقوليتها عن المفاجأة التي تصدمك عندما تقذف دانة مدفع على منديل ورقي . . . . . فترتد إليك دانة المدفع "
بهذه الكلمات وصف العالم الشاب إرنست ماريسدن ارتداد بعض الإشعاعات ذرية التي تم تسلطيها على ذرة الذهب , و التي كان يعتقد بأنها حتماً سوف تمر دون أن يعوقها شئ في الذرة لأن طاقتها هائلة و تركيب الذرة لم يكن معروفاً بعد .
بهذه الكلمات وصف العالم الشاب إرنست ماريسدن ارتداد بعض الإشعاعات ذرية التي تم تسلطيها على ذرة الذهب , و التي كان يعتقد بأنها حتماً سوف تمر دون أن يعوقها شئ في الذرة لأن طاقتها هائلة و تركيب الذرة لم يكن معروفاً بعد .
و حينما فسر أستاذه في الجامعة عالم الفيزياء إرنست راذرفورد هذه الظاهرة التي كانت آنئذ فريدة , و جد نفسه مضطراً لا فتراض أنه لا بد و أن هناك ( جسم كثيف خفي يوجد في مركز الذرة اصطدمت به هذه الإشعاعات ذات الطاقة الجارفة) و هذا الجسم هو ما نسميه اليوم " النواة " . . لقد كان هذا التفسير الحتمي . . دليلاً على أمر غير مرئي . . لكنه أصبح اليوم مسلم به بديهي .
يحدث الآن في مصر
إن حدثاً أشد صدمة و أكثر لا معقولية يحدث الآن . . لكن ليس في الذرة . . بل في مصر ما بعد الثورة.
إنه حدث انفجاري هائل . . غير أنه لا يكاد يسمع دويه . . بسبب أصوات الزار . . و ضجيج المهنئين الزوار . . بحفل سفاح بين " ابواق " و " و عملات و أوراق " أغرقت الوطن في عاصفة من الصخب .
هذا الحدث هو " وثيقة المواد الحاكمة " التي أعلن عنها مجلس وزراء " حكومة تسييرالأعمال " بعد أن تم ترقية هذا المجلس على خطوتين شطرنجيتين يبدو أنهما قد دبر لهما بليل .
خطوات شطرنجية. . كش مصر
بدأت الخطوة الأولى يوم أن تحولت من " حكومة تسيير أعمال " إلى " حكومة انتقالية " في توصيف كارثي إذا وصفت به وزارة ما بين الثورة و حكم الشعب عبر الصناديق , لما يترتب عليه من صلاحيات لقرارات غير نابعة من حكومة منتخبة تجبر جميع الحكومات المنتخبة القادمة على دفع فاتورتها , شاء من شاء و أبى من أبى .
و الثانية , يوم أن قامت الالفيات المتسربلة بالإعلام المدفوع بقوة البنكنوت و الإيديولوجيا , بالضغط و العواء و النحيب لإعطاء مزيد من الصلاحيات لهذه الحكومة في اتخاذ القرار.
وجاء الحدث الجلل
و هو الإعلان عن " رفع الحذاء في وجه الشعب المصري " بواسطة هذه الوزارة , بتبنيها بعد أيام من تشكيلها لـ " وثيقة المبادئ فوق الدستورية " التي وضعها " النخبة " المفروضة إعلامياً على الشعب بعد استبعاد النخب الحقيقية من الصورة . .
و كان الحدث الأكثر صدمة أن يتبنى المجلس العسكري هذه الوثيقة .
كارثة , المجلس العسكري بهيبته و قوته , و الشعب عن بكرة ابيه يتم إجبارهما على الاختيار المرفوض من جموع الشعب , و الذي لا يدعو إليه إلا " المتنخبوين " الذين يسمونهم الـ" نخبة "
إذن فنحن أمام ظاهرة مدهشة
" ارتداد إرادة عشرات الملايين و إرادة المجلس العسكري عند اصطدامها بإرادة مئات من المتنخبوين لا رصيد لهم شعبياً ولا حتى فكرياً "
لا أملك إلا أن أقول مثل ما قال إرنست ماريسدن " " لقد كانت تماماً أكبر مفاجأة صادمة حدثت في حياتي , كانت غالباً لا تقل في لا معقوليتها عن المفاجأة التي تصدمك عندما تقذف دانة مدفع على منديل ورقي . . . . . فترتد إليك دانة المدفع "
و الآن نحن في حاجة لتفسير . . تفسير منطقي .
و الآن نحن في حاجة لتفسير . . تفسير منطقي .
فعلن حقيقه فى انتظار الحلقه الثانيه
ردحذف