س) لماذا تركتم الميدان الدعوي و انخرطتم في السياسة ؟ و لماذا تنزلون بالدين من قدسيته إلى دنس السياسة و حقارتها , لماذا تقارنون الدين بالإيديولوجيات مثل الليبرالية و الاشتراكية و هو المقدس ؟ لماذا تقارنون الثابت ( الدين ) بالمتغير ( السياسة ) أنتم تسيئون إلى الإسلام العظيم .
[ ج –
أولاً / أخي الكريم السياسة هي جزء من الدين :
و لقد قامت دعوتنا اول ما قامت دعوة لتطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة , و على رأسها الحكم , و من يقول بأن السياسة خارجة عن نطاق العمل الإسلامي " امرؤ فيه علمانية خفية " تسللت إليه فكرة فصل الدين عن الدولة , فاصبح يردد هذه الدعوة دون أن يشعر .
ثانياً / هذه أدلة مشروعية ممارسة العمل السياسي و أنه جزء من الدين و ليس نجساً :
1- قال النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم « كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِىٌّ خَلَفَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ ». قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ « فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ».[ رواه الشيخان ]
فهل مارس أنبياء بنو إسرائيل النجاسة و الحقارة – كما تنظر أنت للسياسة حاشاهم .
2- بل النبي نفسه كان قائداً عسكريا , و حاكماً و نبياً .
نزل النبي صلى الله عليه و سلم المدينة و عبد الله بن ابي بن سلول يستعد للتتويج بها ملكاً .
فماذا حدث ؟ هل توج ملكاً ؟ كلا . . لماذا . . لأن النبي صلى الله عليه و سلم أصبح النبي الملك , و ليس ادل على ذلك من مراسلته صلى الله عليه و سلم لعظيم الروم , بل و إرساله الولاة و تعيين الملوك كما في حالة ملك اليمن و عقد الاتفاقات كما في حالة نصارى نجران و غيره كثير .( و في هذا رد على من ينكر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان حاكماً و قائداً . . مثل د.عمار على حسن الرجل الذي تكلم في غير ما يعلم فأتى بالعجائب و المضحكات بجهل شديد الكوميدية).
3- ما الذي كان يفعله الصحابة رضوان الله عليهم الأربعة الراشدين , كانوا يحكمون الناس اي يسوسونهم , فهل كانوا يمارسون الدنس و الحقارة لأنهم يمارسون السياسة و الحكم , ثم هل اقرتهم الأمة بما فيها من صحابة و تابعين و تابعي التابعين و العلماء على ممارسة النجاسة كما تدعي , لتاتي أنت و تكون أكثر ورعاً من هذه الأجيال التي هي خير أجيال المسلمين , أم أن دموعك التي تبكيها على الدين هي دموع التماسيح .
4- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "تكون النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكًا عاضًا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" ."
صححه العراقي ووافقه الألباني في السلسلة الصحيحة و قال ( هو على أقل لأحوال حسن إن شاء الله ).
ووجه الدلالة في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم جعل ما بعد النبوة أنظمة حكم تخلفها , مما يعني أنه في حال وجوده صلى الله عليه و سلم فهو النبي و الحاكم .
5- أجمعت الأمة لسبعة قرون على أن الإسلام دين و دولة , ثم اتى افذاذ آخر الزامن ليكتشفوا في الدين ما ليس منه , و ياليت الأمر توقف عند كونهم ضلوا بترديد كلام علمانيي اوروبا بشكل بغائي , إلا نهم يتهمون أهل العلم و قرون الأمة السبع بأنهم هم الذين لا يفهمون الدين , و أحدهم لا يجيد يتوضأ للصلاة المكتوبة.
ثالثاً / إذا كنت تنظر للسياسة على أنها حقارة :
فهذا يخصك , لأن هذه السياسة المكيافيلية و سياسة هوبز االلاأخلاقية التي يعتنقها العلمانيون و اليبراليون و غيرهم ,و ليست سياسة الإسلام , لكن رايك هذا يعني أمراً خطيراً و هو أنك تريد منا أن نتبع من تراهم أنت سياسيين أي تريد لنا ان يحكمنا الحقراء و منعدمي الضمير الذين سمحت لهم نفسياتهم الدنسة بممارسة السياسة . . إذن أنت تدعونا ليحكمنا من لا يملكون ضكيراً أو شرفاً فكيف نأمنهم على أنفسنا و أوطاننا أو حتى على وعود الديموقراطية التي تعدون بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق